حين يدخل الطالب عامه الأول في الجامعة، لا يدخل فقط حرمًا جامعيًا جديدًا، بل يخطو نحو عالم مليء بالتجارب والمشاعر والتحولات، وسط زخم المحاضرات، وتنوع الشخصيات، واستقلالية القرار، تظهر مشاعر جديد وربما أول نبض حقيقي للقلب، لكن يبقى السؤال الأهم الذي يشغل بال كثير من الطلاب والطالبات:هل ما نشعر به في أول سنة حب حقيقي؟ أم مجرد انبهار عاطفي عابر؟
اقرأ أيضا.. 7 أسرار لو عرفتها من أول سنة جامعة كانت غيرت مستقبلك بالكامل!
الانتقال من المدرسة إلى الجامعة
الانتقال من مقاعد المدرسة إلى الحياة الجامعية لا يشبه أي انتقال سابق، الطالب الذي كان بالأمس محاصرًا بالقيود، يجد نفسه فجأة في مساحة أوسع، فيها حرية أكثر، وتنوع أكبر، ووجوه لم يعتدها، تبدأ العيون تتأمل، والأحاديث تتكرر، واللقاءات تصبح يومية، يجد البعض أنفسهم ينجذبون بسرعة، ويبدأ القلب في التعلق دون سابق إنذار، وهنا، غالبًا لا يكون الأمر حبًا ناضجًا، بل احتياجًا عاطفيًا متسارعًا تحركه الرغبة في الانتماء والشعور بالاهتمام.
ماذا يقول علم النفس عن الحب في بداية الجامعة؟
تشير عدة دراسات نفسية إلى أن الحب في المرحلة الجامعية، وبخاصة في السنة الأولى، غالبًا ما يكون نتيجة لعدة عوامل متداخلة، منها:
-
التغير الهرموني والعاطفي في سن المراهقة المتأخرة
-
الرغبة في خوض تجربة عاطفية للمرة الأولى
-
الانبهار بالشخصيات الجديدة والمختلفة عن البيئة السابقة
-
توقعات مسبقة رسمتها الأفلام والروايات عن الحب الجامعي
بحسب دراسة نشرتها جامعة أوهايو، فإن أكثر من 60% من طلاب السنة الأولى يدخلون في علاقات عاطفية خلال أول عام لهم، إلا أن أقل من ربع هذه العلاقات تستمر لما بعد التخرج.
بين الحب والانبهار خيط رفيع
ليس من السهل التمييز بين الحب الحقيقي والانبهار السطحي، خاصة في بداية التجربة الجامعية، لكن هناك علامات واضحة يمكن أن تساعد في التمييز:
أولًا: الحب الحقيقي
-
يدفعك لتكون أفضل نسخة من نفسك
-
يقوم على التفاهم والمشاركة لا التعلق
-
لا يخلو من الصراحة والمصارحة
-
يحترم مساحتك الشخصية ولا يخنقك بالغيرة
ثانيًا: الانبهار المؤقت
-
يبدأ بسرعة وينتهي بسرعة
-
يعتمد على الشكل أو المظهر أو أول انطباع فقط
-
تغلب عليه العاطفة دون منطق أو حوار حقيقي
-
ينتهي مع أول خلاف أو اختلاف
لماذا نقع في الحب أول سنة بهذه السرعة؟
في الواقع، الأمر لا يرتبط فقط بالمشاعر، بل بالظروف المحيطة أيضًا، السنة الأولى تعد بيئة خصبة لتكون العلاقات، نظرًا لما يلي:
-
الوحدة الداخلية والشعور بالانفصال عن البيت والأسرة
-
الرغبة في بناء صداقات وتكوين علاقات سريعة
-
الوقت الطويل الذي يقضيه الطلاب في الجامعة والأنشطة
وغالبًا، يتسرع بعض الطلاب في الدخول في علاقة دون وعي حقيقي، فقط هربًا من الوحدة أو تقليدًا لما يرونه حولهم.
هل كل حب أول سنة محكوم عليه بالفشل؟
بالطبع لا، هناك قصص حب كثيرة بدأت بخجل في مقاعد المدرجات، ونضجت عبر سنوات، وانتهت بالارتباط الحقيقي بعد التخرج، الفيصل في ذلك هو نضج الشخصين ومدى وعيهما بما يعنيه الحب ومسؤولياته.
بعض العلاقات تستمر لأنها لم تبنى على عاطفة فقط، بل على تفاهم، وصداقة، واحترام متبادل.
ماذا يقول من خاضوا التجربة؟
"في أول أسبوع، أعجبت بشخص كان يعاملني بلطف، لكن بعد فترة اكتشفت أنه يقول نفس الكلام لأكثر من فتاة."
"دخلت علاقة في أول سنة فقط لأني كنت أشعر بالوحدة، بعد فترة، شعرت أنني فقدت نفسي لأجل شخص لم يقدرني."
"أحببنا بعضنا ونحن في أول سنة، كبرنا معًا، دعمنا بعضنا، وتخرجنا ونحن نخوض أول خطوة في حياتنا العملية سويًا."
كيف تعرف أنك في علاقة تستحق الاستمرار؟
-
إذا كنت تشعر بالراحة النفسية وليس القلق الدائم
-
إذا كان بينكما حديث حقيقي يتجاوز المظاهر
-
إذا كانت العلاقة تحترم وقتك وطموحك
-
إذا شعرت أن الطرف الآخر يقدرك كما أنت، لا كما يريدك أن تكون
الحب في أول سنة جامعة ليس وهمًا، لكنه ليس دائمًا حقيقة، هو اختبار للقلب والعقل، ومجال جديد لتجربة قد تكون دافعًا للنضج أو درسًا نتعلم منه لاحقًا، لا مانع من الحب، لكن المهم أن يكون حبًا واعيًا لا اندفاعًا وقتيًا، افهم نفسك أولًا، ثم اختر من يستحق أن يشاركك هذه الرحلة.
هل خضت تجربة حب في أول سنة جامعة؟
شاركنا قصتك.
هل كانت بداية لشيء جميل؟ أم نهاية تركت أثرًا لا ينسى؟
نستقبل رسائلكم، وربما تكون قصتك المقال القادم في السلسلة.